معادلة النجاح ومعادلة الفشـــل.. نصيحة في التسويق الشبكي #119
الفشل ليس حدث مفاجيء يحدث لك بدون مقدمات
ولا يتكون بين عشية وضحاها.
ولا يتكون بين عشية وضحاها.
إنما الفشل هو النتيجة الحتمية لتراكم الأفكار الخاطئة والخيارات السيئة.
بعبارة أكثر بساطة الفشل ليس أكثر من أخطاء قليلة في التقدير تتكرر كل يوم.
أظن أن السؤال الذي قد تسأل به نفسك الآن
هو
"لماذا يخطئء شخص ما في التقدير ومن ثم يكون بهذا الغباء ليكرره كل يوم؟"
الجواب هو لأنه لا يعتقد أن هذا الخطأ "مهم".
في عقل هذا الشخص يدور الحوار التالي:
"أعمالي وقرارتي التي أتخذها اليوم لا تبدو مهمة. لن يؤدي اتخاذ قرار رديء أو ساعة أضيعها وأهدرها إلى تأثير فوري يغير حياتي الحاضرة."
إذا قضينا 90 يوم في قراءة كتاب واحد فقط، ولم يزعجنا هذا الأمر، فإن هذا الافتقار إلى الانضباط لا يبدو له أي تأثير فوري على حياتنا.
وبما أنه لم يحدث أي شيء كبير لنا أو أصابنا شعور بالألم بعد أول تسعين يومًا، فإننا نعيد هذا الخطأ في التقدير لمدة تسعين يوماً أخرى، ثم نستمر في التكرار.
لماذا؟
لأنه لا يبدو أن ما قمنا به من خطأ في التقدير مهم في وقتنا الحالي.
وهنا يكمن الخطر الكبير. والأسوأ من عدم قراءة الكتب هو إننا لاندرك أن هذا الأمر الذي ارتكبناه مهم!
والثمن يجب أن يتم دفعه عاجلاً أم آجلاً مقابل خياراتنا السيئة (الخيارات التي لا تبدو أنها مهمة).
الأطعمة الخاطئة التي تؤكل يومياً تساهم في خلق مشكلة صحية لمن أكلها في المستقبل ولكنه مستمتع بهذه اللحظة التي ألقت بظلالها على نتائج المستقبل.
أولئك الذين يدخنون أو الذين يشربون أكثر من اللازم يمضون في اتخاذ هذه الخيارات السيئة سنة بعد سنة... لأنه لا يبدو أن هذا الخيار مهم في الوقت الحاضر
لا يعني أنه لا يوجد ألم أو ندم من هذه القرارات والأفعال ولكن كل ما في الأمر أن الألم والندم على هذه الأخطاء في الحكم قد تأخرت فقط لوقت لاحق.
نادراً ما تكون العواقب من هذه الأخطاء في الحكم والتقدير فورية وفي الوقت الحاضر... بل أنه في معظم الاوقات العواقب تتأجل حتى يصل يوم الحساب الذي لا مفر منه ويجب فيه دفع الثمن مقابل تلك الخيارات السيئة.. تلك الخيارات التي لا يبدو أنها مهمة.
------
معادلة الفشل:
على المدى القصير لا يبدو لهذه الأخطاء الصغيرة أن تحدث أي فرق.. ولا يبدو لنا في وقتها أننا فشلنا.
في الواقع.. في بعض الأحيان تحدث هذه الأخطاء في الحكم خلال وقتها فترة من الفرح والاستمتاع الكبير في حياتنا... وذلك نظرًا لعدم حدوث أي شيء فظيع بالنسبة لنا، نظرًا لعدم وجود عواقب فورية لجذب انتباهنا، فإننا ببساطة ننتقل من يوم إلى آخر، ونكرر الأخطاء ونفكر في الأفكار الخاطئة ونستمع إلى الأصوات الخاطئة ونتخذ الخيارات الخاطئة.
ونقول :"السماء لم تسقط علينا بالأمس.. لذلك كان الفعل غير ضار.. نظرًا لأنه لا يبدو أن هناك أي نتائج فورية، فقد يكون من الآمن تكرارها."
ولكن يجب علينا أن نصبح أكثر إدراك من ذلك!
فمثلاً لو أنه في اليوم الذي ارتكبنا فيه أول خطأ في الحكم سقطت السماء علينا..
فمما لا شك فيه أننا سوف نتخذ خطوات فورية لضمان عدم تكرار الفعل أبدًا... مثل الطفل الذي يضع يده على موقد ساخن على الرغم من تحذيرات والديه.
ولكن لسوء الحظ.. الفشل لا يطلق تحذيرات لنا كما فعل آباؤنا ذات مرة.
وهذا هو السبب في أنه لابد لنا من صقل فلسفتنا من أجل أن نكون قادرين على اتخاذ خيارات أفضل... ندرب أنفسنا على فلسفة قوية وشخصية واعية توجه كل خطوة من خطواتنا.. وبها سوف نصبح أكثر وعياً بأخطائنا في الحكم وأكثر إدراكًا أن كل خطأ مهم حقًا.
------
والآن لدي خبر عظيم وجميل لك.. تمامًا مثل معادلة الفشل التي عرضتها فيما سبق.. فمن السهل اتباع صيغة النجاح:
وهي ببساطة صناعة بعض الالتزامات البسيطة التي يتم ممارستها يوميًا.
معادلة النجاح:
الآن هنالك سؤال مثير للاهتمام يستحق التأمل:
"كيف يمكننا تغيير الأخطاء التي ذكرناها في صيغة الفشل إلى الالتزامات المطلوبة في صيغة النجاح؟"
الجواب هو جعل المستقبل جزءًا مهمًا من فلسفتنا الحالية.
إذا كان هذا صحيحًا..
فلماذا لا يستغرق الناس المزيد من الوقت للتفكير في المستقبل؟
ينطوي كل من النجاح والفشل على نتائج مستقبلية.. وهي المكافآت التي لا مفر منها أو الندم الذي لا مفر منه.. الناجم عن الأنشطة السابقة لوقت المكافأة أو الندم.
ولكن إذا كان هذا صحيحًا..
فلماذا لا يستغرق الناس المزيد من الوقت للتفكير في المستقبل؟
الجواب بسيط: لقد توقعوا في لحظة النشاط ان هذا لا يبدو مهمًا.
إن مشاكل ومكافآت اليوم تزدحم إلى درجة أنها لا تجعلك تتوقف لفترة كافية للتفكير في الغد.
لكن ماذا لو قمنا بتطوير نظام جديد نأخــذ به بضع دقائق كل يوم لنلقي نظرة أبعد قليلاً على الطريق؟
عندها سنكون قادرين على التنبؤ بالنتائج المستقبلية لسلوكنا وفعلنا الحالي.. مسلحين بتلك المعلومات القيمة... وسنكون قادرين على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتغيير أخطائنا إلى التزامات جديدة توجهنا نحو النجاح.
بعبارة أخرى.. يكون من خلال تأديب أنفسنا لنرى المستقبل بشكل مسبق.
وهنا سنكون قادرين على تغيير تفكيرنا وتعديل أخطائنا وتطويرعادات جديدة لتحل محل تلك القديمة.
أحد الأشياء المثيرة للتنويه عنها حول معادلة النجاح.. ان بعض الالتزامات البسيطة التي تمارسها كل يوم تعطي نتائج فورية تقريبًا.
إننا نحصل على نتائج إيجابية في فترة زمنية قصيرة جدًا... فعندما نغير نظامنا الغذائي تتحسن صحتنا بشكل ملحوظ في غضون أسابيع قليلة.
وعندما نبدأ بالقيام بالتمارين الرياضية.. فإننا نشعر بحيوية على الفور تقريبًا.
وعندما نبدأ القراءة.. فإننا نشهد وعيًا متزايدًا ومستوى جديدًا من الثقة بالنفس.
مهما كان الانضباط الجديد الذي نبدأ في ممارسته يوميًا.. فسوف ينتج عنه نتائج مثيرة تدفعنا إلى أن نصبح أفضل في تطوير التزامات جديدة.
السحر الحقيقي للالتزامات الجديدة هو أنها ستقوم بتعديل تفكيرنا.. فإذا كان علينا أن نبدأ اليوم في قراءة الكتب.. والحفاظ على صحتنا.. وحضور الفصول الدراسية.. والاستماع أكثر للدروس المفيدة.. فإن اليوم سيكون اليوم الأول من حياة جديدة تؤدي إلى مستقبل أفضل.
إذا كان علينا أن نبدأ اليوم في المحاولة بشكل أكثر جدية، وبذل كل جهد ممكن وواعٍ ومتناسق لتغيير الأخطاء إلى التزامات بناءة ومجزية، فلن نستقر مرة أخرى أبدًا لحياة عادية... بل سنطمح دائماً إلى الأفضـــل.
واتمنى لك التوفيق و النجاح
شريكك في الطريق الى القمة
محمد العماري
تعليقات
إرسال تعليق